اشتهر بحياة مجونية و متسكعة و سمعة سيئة الصيت و كان من السابحين ضد التيار فغرق و هو في زهو شبابه في مجتمع متخلف لم يكن فيه قيمة للعلم و المسرح و لينضم لقافلة طويلة من ضحايا الجهل في بداية عصر النهضة أمثال غاليلو الايطالي و جان دارك الفرنسية.
مادعانا نفتح ملف مارلو هي الإشاعات الدائرة حول هذا الفذ بوصفه بالجاسوسية و اللوطية و ما إلى ذلك ,فلنحاول استحضار روح مارلو كاشفين صفحات حياته متنقلين برحلة أبطالها كلمات تنبض باسمه ووجهتها مشاهد من حياة أسطورة بيد أنها لا تمثل على مسرح إنما على صفحة بيضاء يتحرك عليها قلمي بطريقة إيمائية.
الولادة و النشأة:
ولد كريستوفر مارلو(مارلين) عام 1564 في نفس عام ولادة شكسبير و عمد في 26 شباط في ضاحية كانتربيري في مدينة كنت البريطانية و تعلم في أشهر مدارسها كمدرسة كينغ.
كان والده إسكافيا وتعلم منه مارلو أن القوة رمز الوجود وورث عن أبيه القوة في مسرحياته,
عرف مارلو بالمشاكسة في صغره و بأختين سيئتي السمعة في البلدة فكان سيء الطباع يعاشر اللصوص و الهمجيين و له العديد من العشيقات بالإضافة إلى شراهته للتبغ.
بعد دراسته المدرسية التحق بجامعة كامبيرج عام 1580 حيث كانت الدراسة ثلاث سنوات ولكنها تستمر إلى ثلاث سنوات أخرى إن كان في نية المتعلم الحصول على الدرجة الكهنوتية,
حصل مارلو على بكالوريوس في الأدب والفلسفة عام 1584 وبعدها امتدت دراسته ست سنوات بيد انه عند موعد استلام شهادة الماجستير استفسرت الجامعة عن نشاطاته وبدت مرتابة في وهبه فقد غاب طويلا عن كامبيرج و بدا أمره مرعبا للسلطات التي شكت بأنه كان في مدينة ريمز الفرنسية و انه جاسوس الملكة إليزابيث البروتستانتية البريطانية ينقل الأخبار
عن الكاثوليكيين.
تقول الحكاية أن مارلو كان كاتبا و ممثلا على الخشبة و إنما في الخارج كان جاسوسا محترفا
وان مسرحيته( يهودي مالطا) مأخوذة من تجربته الذاتية أي انه كان جاسوس سفن و سجن في مالطا فكتب مسرحيته هناك
مارلو كشاعر
اشتهر مارلو بالترجمة من اللاتينية و خاصة ترجمته كتاب (غرام اوفيد) للكاتب لوكان المعروف بفار ساليا,بالإضافة إلى قصيدته الزاهدة (من الراعي العاشق إلى حبه) في تصوير رائع لحالة الهوى والطبيعة الخلابة التي لم يستطع مخرجون هوليوود ابتكار حالة مثيلة لها ,و كتب ملحمة( البطل و الدائن) التي لم ينهها بسبب وفاته المفاجئ,فمارلو سوداوي المزاج منقاد وراء العواطف الجامحة و شاعر حالم و كاتب مفعم بالعاطفة يتميز بمسرح راقي معبرا بصدق عن روح العصر الاليزابيتي